حياكم الله جميعا
من الناس من يسعى للتغيير، يعيش من أجل التغيير، لا يرضى أن يبقى ساكنا دون حراك، شعاره في الحياة أنا أغير أنا موجود، و يخاطب نفسه كل صباح : إن لم تزد شيئا في الأرض كنت أنت زائدا. إلى هؤلاء أوجه موضوعي هذا، راجيا أن أساهم (رغم أني لست أهلا لذلك) في مساعدة زملائي الأساتذة و الأستاذات الأفاضل في "التغيير".
من الناس من يسعى للتغيير، يعيش من أجل التغيير، لا يرضى أن يبقى ساكنا دون حراك، شعاره في الحياة أنا أغير أنا موجود، و يخاطب نفسه كل صباح : إن لم تزد شيئا في الأرض كنت أنت زائدا. إلى هؤلاء أوجه موضوعي هذا، راجيا أن أساهم (رغم أني لست أهلا لذلك) في مساعدة زملائي الأساتذة و الأستاذات الأفاضل في "التغيير".
لننطلق أولا من الوضع الغالب في بعض المدارس و نلقي نظرة على الجو السائد ببعضها:
وضعية المؤسسة
1 - أقسام متسخة
2 - طاولات متسخة و في حالة مزرية
3 - سبورات غير صالحة
4 - جدران عارية
5 - ساحة قاحلة و متسخة
7 - مراحيض متسخة
وضعية التلاميذ
1 - شغب
2 - مستوى معرفي متدني
3 - غياب الرغبة في التعلم
4 - عصيان و تمرد
5 - استهتار و لا مبالاة
6 - حقد على المدرسة و المدرسين يترجم إلى تخريب للمرافق.
وضعية الأساتذة و الأستاذات
1 - تذمر و إحساس بالظلم
2 - انغماس في الرتابة و الروتين
3 - صراعات و حزازات (غالبا من أجل التفاهات)
4 - استهتار و ضجر من المهنة
5 - سلبية سلبية سلبية
6 - تغيب بسبب و بدون سبب
وضعية المدير
1 - غائب من طبيعة الحال
2 - غير مهتم
3 - لا يفعل أي مجلس من مجالس المؤسسة
4 - غالبا غير ملم بالقوانين و المناهج و يستحي من أن يعرف الأساتذة ذلك
وضعية الآباء و الأسرة
1 - لا وعي و عدم اهتمام بتربية الأبناء
2 - غياب
3 - سوء معاملة
4 - غياب القدوة
5 - غياب النصح و التوجيه
بكل صراحة، عند إلقاء نظرة على ما أدرجته أعلاه و هو نسبي تختلف درجاته من مؤسسة لأخرى، عند إلقاء نظرة، أول ما يتبادر إلى ذهنك : التغيير هاهنا ضرب من المستحيل، بل مجنون من يقول أنه يستطيع ذلك. لأجيبه قائلا : نعم، صحيح، مجنون من يقول أنه يستطيع تغيير كل ذلك.
و أستدرك لإخوتي حتى لا أثبط عزائمه : هذا ما قاله المشركون لرسول الله (صلى الله عليه و سلم) ...و بإصراره بلغ الدين مشارق الأرض و مغاربها.
كيف ستغير كل هذا أو جزء منه؟؟؟ ما السبيل إلى ذلك ؟؟؟
سأدرج فيما يلي نقطا يمكن لمن له العزيمة و الصبر و الغيرة أن يستعين بها، من أجل تغيير مؤسسته من مؤسسة رتيبة عدمية منغلقة متدنية إلى مؤسسة مشعة متفتحة على المجتمع و الأسر.
أولا كسب ود التلاميذ، تأييدهم، يجب عليك يا من ينشد التغيير بمدرسته، أن يكون التلاميذ إلى صفك، و الطريق إلى ذلك يسير :
1 - العمل بإخلاص و بتفان ( التلاميذ ملاحظون جيدون و يدركون من يدرسهم بجد و من يستغبيهم و يستعلي عليهم)
2 - رواية قصص من حين لآخر عن الإيجابية، و الأفضل حكايتها بطريقة مؤثرة.(نماذج قصص مؤثرة)
3 - تشجيع كل من يشارك بجواب خطأ كان أو صوابا، أو فكرة أو بحث أو سؤال ... ( ركز جيدا على هذا النقطة و أطل النظر بابتسام لكل من يجيب جوابا صحيحا أو عملا صائبا )
4 - الشكر دائما و أبدا : للتلميذ الذي يتطوع لمسح السبورة أو جمع الدفاتر ... أشكره و ربت على كتفه.
5 - تجنب الغلول بالله عليك، و هو أن تطمع في ما في أيدي متعلميك ( و اعلم أن ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام و بالخوف أيضا --فهناك من يجبر التلاميذ على إحضار الفطور و الشاي و و و .. لا تكن منهم بالله عليك) و كي يحبك الناس أجمعين و ليس تلاميذك فقط استغن عما في أيديهم و استعفف و إن استطعت لا تقبل هدية شككت في نية صاحبها.
6 - بعد أن يألفك تلاميذك، انتقل إلى مرحلة الأناشيد، نهاية كل حصة انشد و تلاميذك أناشيد يحبونها و ليكن التنويع الدائم في الأناشيد. (وسائل جذب التلاميذ)
ثانيا : بعد أن كسبت تلاميذك إلى صفك آن الأون لتفتح باب قسمك و تتوغل إلى تلاميذ الأقسام الأخرى :
1 - بمساعدة تلاميذك ستنشئ مجلة مدرسية أسبوعية، حيث ستكلف تلاميذك بجمع رسومات تلاميذ المؤسسة و إلصاقها، و و تحاول إغناء المجلة بنكت و طرائف متنوعة، و معلومات ثقافية و قصائد شعرية، و كلمات الاناشيد التي حفظتها لتلاميذك ( و اشتاق باقي التلاميذ لحفظها)... و ستدأب كل أسبوع على إدراج مسابقة ثقافية بها أسئلة متنوعة، ستشجع التلاميذ على الإجابة عنها من خلال تخصيصك لجوائز للثلاث الأوائل المجيبين جوابا صحيحا ( مجلة العربي الصغير ).
2 - ستفاجئ تلاميذ المؤسسة، حين ستعلن عن تنظيمك لدوري كرة القدم، و لأصدقك القول، الدوري متعب و لكن عند انتهائه و الله ستفرح أيما فرح، بل و ستسعد و أنت ترى الفرحة في عيون التلاميذ قبيل و أثناء و بعد كل مباراة. سيتعبك المشجعون سواء من داخل المدرسة ( المؤدبون) أو من خارجها ( الحساد).
3 - ثم ستعلن عن مسابقة في الرسم، تكلف تلاميذك بجمع الإنجازات و تقديمها لك، و ستكتشف و أكاد أجزم بذلك، مشاركات ستأتيك من تلاميذ لا يدرسون بالمؤسسة ( آنذاك اعلم أنك على الدرب الصحيح و هناك من يؤيدك من الخارج)
ثالثا : لحد الآن، تغلبت على بعض العقبات، و لكنها تبقى سهلة مقارنة مع ما سيأتي، ففي هذه المرحلة، عليك أن تستهدف زملاءك في العمل، لأن انخراطهم في مشروعك للتغيير شيء مهم جدا، و لتصل إلى ذلك يجب أن تكون علاقتك بهم علاقة طيبة، علاقة احترام و تقدير :
1 - حافظ على ابتسامتك دائما.
2 - انشر السلام و التحية في كل فرصة.
3 - اسأل عن أحوالهم و أحوال أبنائهم.
4 - ابحث عن من تجمعك معه روابط مشتركة ( مدينة،جهة،مركز التكوين،توجه فكري...)
5 - تهادوا تحابوا (من حين لآخر أحضر معك حبات شكلاطة أو تمرا و ابعث لكل واحد نصيبه)
6 - حاول أن تسن في مؤسستك سنة ( الزردة) فهي فرصة لتذويب جليد الاستعلاء و الحزازات...و احرص على أن تكون هذه اللقاءات (التي غالبا يحضرها الجميع) محط نقاش لمواضيع متعلقة بالمدرسة.
7 - لتكن روحك مرحة و اعرض خدماتك على الآخرين بكل تواضع.
رابعا : علاقتك مع تلاميذك جيدة و مع الاساتذة علاقة احترام، الآن يلزمك فكرة تتجاوز بها أسوار المدرسة،و هي فكرة بسيطة جدا، مسابقة في تجويد القرآن الكريم. ( إن استطعت حاول أن تأتي الفكرة من أستاذ آخر أقدم منك بالمؤسسة أو ليتبناها أحد الاساتذة الذي ترى فيه قدرة و الكفاءة لذلك و أقنعه أن الفكرة فكرته)، إليك بعض الخطوات لنجاح المسابقة :
1 - إعلان في المجلة المدرسية الاسبوعية لعموم التلاميذ و الأساتذة.
2 - المشاركون : 3 تلاميذ من كل قسم ممن لهم الصوت الجميل و الحفظ و ضبط القواعد (ورش)
3 - اقتناء الجوائز ( من مالك الخاص لو دعت الضرورة)
4 - استدعاء فقهاء المنطقة للإشراف على المسابقة
5 - استدعاء بعض الآباء
6 - حث التلاميذ على لبس اللباس التقليدي و آداب التلاوة.
7 - إعداد شهادات تقديرية تقدم للمشاركين من التلميذ و شواهد شكر و تقدير للأئمة المشرفين على المسابقة.
في نهاية السنة حاول تنظيم حفل مدرسي رفقة تلاميذك و تلاميذ المؤسسة إن استطعت، تقدم فيه مسرحيات و أناشيد و أنشطة ترفيهية.
السنة الثانية
عام جديد و على عملك شهيد، و ليكن شعارك هذه السنة : " و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المومنون"
السنة الثانية، سنة نجاح بكل مقاييس، خلال هذه السنة ستسهر على :
1 - إحداث المجلة المدرسية الأسبوعية التي تعود عليها التلاميذ و الأساتذة السنة الماضية
2 - تنظيم دوري كرة القدم
3 - الإشراف على الطابور الصباحي و تنشيط التلاميذ
4 - إنشاء نادي للبستنة و البيئة
5 - إحداث مكتبة مدرسية بالمؤسسة
6 - تنظيم لقاءات شهرية بحضور المدير و المفتش بمؤسستك، يتم فيها تقديم درس نموذجي و مناقشة مستجدات التعليم.
7 - الإشراف على أنشطة اليوم الوطني للتعاون المدرسي و تنظيمه أحسن تنظيم
8 - تنظيم مسابقة تجويد القرآن الكريم
9 - تنظيم رحلة مدرسية.
10 - صباغة الأبواب و السبورات و إصلاح الطاولات المهترئة.
11 - اغرس ما استطعت من أشجار بالمدرسة.
.............
السنة الثانية أنت تشرف فقط و تخطط أما الأعمال فيجب أن يشارك فيها الجميع تلاميذا و أساتذة.
عرأقيل عليك التعامل معها :
1 - الشغب و تمرد التلاميذ في البداية
2 - كثرة الأنشطة و التعب (عليك بالتخطيط الجيد )
3 - كثرة النقد و الانتقاد من طرف زملائك قد يصل إلى درجة السب و الشتم
4 - سيقولون عنك مجنون ثم تافه ثم محب للشهرة ثم شاعر ...و قد يصل القذف ليصل والديك، و لكن عليك بالصبر الجميل و عدم الدخول في المشاحنات الجانبية، فليس لك الوقت لتصيعه في الشحناء مع "العدميين" لأنك صاحب رسالة و هدف و تريد أن تصله، فلا تهتم بمن لا يعمل و لا يحب من يعمل فهذا النوع كيده في نحره.
5 - ما أحلى أن ترضى عن نفسك لعمل قمت به و لكن الأروع و الأغلى هو أن يرضى عنك الله و أنت مخلص نيتك لله لا تريد جزاء و لا شكورا بل أنصحك أن لا تنتظر شكرا من أحد بل يؤسفني أن أخبرك أن هناك من سيسعى لسرقة نجاحك و ينسبه لنفسه، ولكن لا عليك فهدفك لم يكن النجاح بل التغييــــــــــر
مع أغلى و أحلى تحية
اسحاق نبيل