-->
مدونة بلادي مدونة بلادي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

معلمي الناس الخير





شباب نيوز_بقلم أ /نزهة محمود جربوع- مديرة خولة ( ب ) رفح

الحمد لله الذي علّم بالقلم ، وعلّم الإنسان ما لم يعلم.
رسالتي هذه موجهة للمعلمين عامة ولمعلمي حقوق الإنسان خاصّة ، لما لهم من تأثير كبير في تربية النّشء وغرس القيم والمبادئ وتعاليم الإسلام ، فمادة الحقوق مادة قيمية ، ولا بد لمعلمها أن يسعى لبناء الإنسان في جوانب شخصيته بناء قيميا من خلال تلك المادة حيث أنها مادة علمية ممتعة مستقاة من ديننا الإسلامي الحنيف الذي طبّق وما زال يطبّق منظومة القيم بما ينعكس ايجابيا على شخصية طلابنا في تشكيل الوازع الذي يضبط السلوك فتقترن بالتالي المعرفة النظرية بالممارسة والعمل ، وتترجم المفهومات إلى سلوكيات وقيم ، ولمّا كان تعليم حقوق الإنسان حتمية واجبة فلا بد أن نشكّلها بحسب منظومة قيمنا الإسلامية ،وما حثّنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف .

فتربية طلابنا ليست في تزويدهم بكم من المعرفة فقط ، ولكنها بالدرجة الأولى نَسق من القيم يسهمُ في تشكيل شخصياتهم وسلوكهم ويؤثّر في اختيار مستقبلهم وشقّ طريقهم .

كما تزداد أهمية تعلّق الطّالب بمعلم الحقوق من منطلق ما يقدمه لهم من إنتاج تربوي ذي قوة تأثيرية مجتمعية حين يرى الطالب مدى انعكاسات قوة تاثيرمعلمه على سلوكه سواء في البيت أو الشارع أو المدرسة أو الحي الذي يعيشه حيث انه استطاع أن يغرس قيما رائعة تترجم على ارض الواقع وبالتالي يكون قد ساهم في بناء جيل وخادم لوطنه معتز بهويته قادر على شق طريقه ،عندئذ تحفر صورة معلم الحقوق في الذاكرة طويلة الأمد ، ولسان حاله يقول : تحية عظيمة لمعلمي الذي غرس فيّ غرسه وبذر بذره ، ورواه بعظم فضله فهنيئا له ذلك الفضل ، لأنه كالمجاهد الذي يكون حاميا على ثغور الوطن يحميها من اعتداء المعتدين ، بل رسالتك أيها المعلم أعظم من ذلك المجاهد لأنه يحمي العقول من عبث العابثين ، وتلويث العلمانيين وتحريف المغالين ، ولو افتخر المهندس بجمال إبداعاته ، والطبيب بذكائه ، واللّغوي برصانة كلماته ، والعالم باكتشافاته واختراعاته ، لكنت أنت في مقدمة أفضالهم لأنك الجسر المتين والصّلب الذي تخرّجت من تحت أعمدته كل من افتخر بجميل أعماله .

ويكفيك فخرا أن تكون ممّن تستغفر له الملائكة حتى الحيتان في البحر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله وملائكته يستغفرون لمعلم الناس الخير ، حتى الحيتان في البحر " ،.
فهنيء لك ذلك الوسام من الملك العلّام ، ورسول الأنام .

فأنت علم الخير ، ورمز الهدى للمهتدين ، فصلاحك هو صلاح الجيل ، وتعاملك الحسن ككنز الارض ، ومطر السماء لتنبت الزهور .

فطوبى لك أيها المعلم المخلص ، وطوبى لمن اعترف بفضلك ، وطوبى لمن استقى من علمك ، وترجم ما تعلّم من خير .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

مدونة بلادي

2016